الصفحة الرئيسية  أخبار وطنية

أخبار وطنية الصحبي بن فرج يحلّل تفاصيل اللحظات الأخيرة التي وثّقت في الفيديو الذي صوره الصحفي الزرقي دقائق قبل اضرام النار في جسده، ويتساءل

نشر في  25 ديسمبر 2018  (09:59)

نشر الدكتور والنائب الصحبي بن فرج تدوينة على صفحته الخاصة بموقع الفايسبوك حلّل من خلالها ماجاء في الفيديو الذي نشره الصحفي الراحل عبد الرزاق زرقي قبل دقائق من اضرام النار في جسده بالقصرين متسائلا عن حقيقة ماجرى خاصة وأن لا أحد من رفاقه تدخّل لإنقاذ حياته ومنعه من اشعال نفسه  كما يلي: 

"احترق عبد الرزاق بعد أن سجل فيديو ، بهدوئ غير عادي مقارنة بما يقول وما يستعد لفعله 
يدخن سيجارة ، يصمت احيانا يأخذ نفسا وينظر حوله ويتلقّى تحيينا وتلقينا يأتيه من شخص او أشخاص يرافقونه، 
المقطع يوحي بأن فريقا متكاملا قام بالاعداد للحادثة : قارورة البنزين، تحديد التوقيت، إختيار المكان ، النقل المباشر على الفيسبوك، الخطاب الثوري، تحريض الجماهير للخروج والانتقام من الفقر والبطالة والتهميش والحُڤرة 
ينتقل فريق العمل والتصوير الى ساحة الشهداء بالقصرين، وفجأة ......وكأن حدثا ما وقع خارج السياق المتوقع: تشتعل النيران....ولكن في ظهر عبد الرزاق،
عادة ما يشتعل المنتحر حرقا من الامام وتكون حركاته مختلفة عما شاهدناه، حركات متخبطة ، عمودية، في نفس المكان في اتجاه الخلف او الأجناب مع ما يوحي بأنه يحاول غريزيا إطفاء النار التي تلتهم صدره ووجهه 
على عكس ذلك، يجري الشاب هربا.......من النار التي تلتهم جسده بسرعة، سرعة يبدو انها فاجأت فريق العمل والتصوير والمرافقة، الى درجة أن الصدمة والذهول غلبت على حركات وصرخات رفاقه
شرارة واحدة ولحظات قليلة كانت كافية لتُزهقَ روح عبد الرزاق ولم تترك أملا لرفاقه الذين لم يحاولوا إطفاء النار الا بعد اشتعالها ، وقد كانوا معه طيلة اكثر من ساعة: منذ ما قبل التصوير ، وخلال التصوير، وبعد التصوير حتى لحظة الاشتعال
لا أحد منهم تدخل او نبّه أو نصح أو منع أو بلّغ........فقط اكتفوا بمتابعة العمل والتصوير والمرافقة الى النهاية
ماذا وقع بالضبط؟"